«إياست» تطلق أول قمر اصطناعي تعليمي العام المقبل


 كشفت مؤسسة الإمارات للعلوم والتقنية المتقدمة (إياست)، عن مشروع إطلاق قمر اصطناعي جديد، يحمل اسم «نايف 1»، يعد أول قمر اصطناعي علمي يخدم طلبة الجامعات، بالتعاون مع الجامعة الأميركية في الشارقة، وسيتولى فريق عمل مكون من سبعة مهندسين إماراتيين مسؤولية صنع «نايف 1»، ومن المتوقع إطلاقه على متن صاروخ «فالكون 9» في نهاية العام المقبل.
والهدف من إطلاق «نايف 1» نشر ثقافة علمية بين طلبة الجامعات، تحديداً في مجال علوم الفضاء بالدولة، وتوفير الفرص العلمية المتطورة والمتقدمة للشباب الإماراتي، حيث يعتبر «نايف 1» من نوع «الكيوب سات»، من الأقمار الاصطناعية النانومترية، التي توفر التدريب العملي والفني لطلاب الهندسة، في مجالات تصميم وتركيب واختبار وتشغيل الأقمار الاصطناعية.
وتفصيلاً، قال مدير عام المؤسسة، يوسف حمد الشيباني، في مؤتمر صحافي، أمس، إن إطلاق «نايف 1» يأتي تماشياً مع رؤية دولة الإمارات لبناء اقتصاد تنافسي، مبني على المعرفة، إضافة إلى كونه إحدى الخطوات نحو تطوير الكادر الإماراتي في قطاعي العلوم والتكنولوجيا، متوقعاً إطلاق «نايف 1» على متن صاروخ «فالكون 9»، في نهاية عام 2015، حيث سيبنى مقر المحطة الأرضية في «الجامعة الأميركية في الشارقة» ليدير عملياتها طلبة هندسة إماراتيون.
ولفت إلى أن مشروع تطوير نوع «كيوب سات» هو الأول من نوعه في الإمارات، ويهدف إلى استثمار قدرات طلاب الهندسة، وتطوير مهاراتهم في مجال علوم الفضاء، موضحاً أنه تم تعيين مجموعة لصناعة «نايف 1»، مكونة من سبعة طلاب هندسة إماراتيين من الجامعة الأميركية في الشارقة، من مختلف التخصصات الهندسية: (الكهربائية، والحاسوب، والميكانيكية).
وتابع الشيباني أنه سيخضع الطلبة لتدريب مكثف في تصميم أنظمة «نايف 1» واختبارها، كما سيشاركون في تصميم النظام وتركيب القطع المكونة له واختبارها، للتأكد من سلامة عملها، كجزء من مشروع تخرجهم المقرر في الجامعة.
وأشار إلى أن مهمة «نايف 1» متمثلة في الاتصالات (أي إرسال واستقبال الموجات من وإلى القمر الاصطناعي)، حيث سيتم تطويره في مرافق الجامعة الأميركية و«إياست» إضافة إلى منطقة دلفت في هولندا.
وأضاف أنه سيتم تنفيذ المشروع ونقل المعرفة بالتعاون مع «Innovative Solutions in Space»، إحدى الشركات الرائدة عالمياً في مجال تطوير المعدات الفضائية، بالإضافة إلى نظم الأقمار الاصطناعية النانومترية، لافتاً إلى أن المؤسسة ستعمد إلى متابعة الإجراءات المعمول بها، للمحافظة على الخبرات المكتسبة والاستفادة منها.
ولفت الشيباني إلى أن الهدف من المشروع توفير جميع المرافق والبنى التحتية، التي يحتاجها طلبة الجامعة، موضحاً أن المشروع يجمع بين خبرات طلاب الهندسة وقدراتهم مع خبرات وموارد قطاع الصناعة والحكومة الإماراتية والقطاع الأكاديمي، تماشياً مع دورة التكامل النموذجية في الاقتصاد المبني على المعرفة.
وأكد أن المشروع يعتبر نواة لتطوير البنية التحتية اللازمة لبرامج «الكيوب سات» المستقبلية، كما أنه يسعى إلى نشر ثقافة علمية، وتحديداً في مجال علوم الفضاء في الدولة، ليجعلها في متناول المهندسين الإماراتيين الشباب، مشيراً إلى أن المشروع سيعزز الإمكانات الأكاديمية للطلبة، من خلال توفير هذه الفرص العلمية المتطورة والمتقدمة للشباب الإماراتي.
وقال الشيباني إن «المشروع يلعب دوراً مهماً في تطوير قطاع العلوم والتقنية المتقدمة في الدولة، من خلال استثمار المواهب والكوادر المحلية وتنمية قدراتها»، متوقعاً أن يشهد المشروع مشاركة عالية من طلبة الهندسة في الجامعة الأميركية في تطوير وبناء «نايف1» وتشغيله بكفاءات إماراتية.
وأضاف أن المشروع يسهم في وضع البنى التحتية اللازمة في جامعة إماراتية، ليمكّن الجامعة من الاستمرار في برنامج الأقمار الاصطناعية، ويمكنهم أيضاً من تهيئة الطلاب الجامعيين وطلاب الدراسات العليا، للدخول في مجال تكنولوجيا الفضاء الإماراتي، مزودين بخبرة عملية قوية في مختلف تخصصات هندسة أنظمة الأقمار الاصطناعية.
تصميم موحَّد
أفاد مدير عام مؤسسة الإمارات للعلوم والتقنية المتقدمة (إياست)، يوسف حمد الشيباني، بأن برنامج «الكيوب سات» يمتلك تصميماً موحداً وبسيطاً، بمتوسط حجم 10 سم مكعب، ولا يزيد وزنه على كيلوغرام واحد، ما يجعله سهل الاستخدام وفي متناول إمكانات الطلبة، لافتاً إلى أنه من الممكن أيضاً زيادة حجم «نايف 1» على طول محور واحد بقدر وحدة واحدة.
وتابع أن من مميزات القمر سهولة التصميم وتوافر الأجهزة والمعدات الخاصة به، وفرص إطلاقه المفتوحة، لافتاً إلى أن «الكيوب سات» يلقى إقبالاً في أوساط قطاع صناعة الفضاء، التي تهتم بها الحكومات والمؤسسات التعليمية على حد سواء، إضافة إلى أن البرنامج المستخدم في القمر فعال من حيث الكلفة ووسيلة مستقلة لأغراض البحث والتعلم والاختبار، للتحقق إن كانت النظم فعالة وسط الفضاء.